الجمعة، 24 مايو 2019

سورة غضب



 سورة غضب


تزوج رجل نبيل امرأة يحبها حباً شديداً .. اصطحبها في نزهة يروّح عن نفسها ويريها جمال مزرعته الكبيرة وكثرة اشجارها وتنوع ازهارها .. اركبها احسن خيوله واغلاها عنده ..ثم انطلقا في مرح وفرح وفي قلب الزوجة امتنان لرعاية رجلها وما ابداه من عناية وحب ، حتى كاد ان يدفعها الى الاحساس بالزهو الطافح والغرور الظاهر والظن بان الذي تراه انما هو لجمالها الفائق وعلو شانها ورقي طبقتها الاجتماعية بين الناس .. وما ابداه الزوج كان يدعو للظن هذا واكثر .. وبان عنده في العديد من المواقف فقد كبا بها الفرس مرًة وكاد ان يسقطها على الارض لولا مسارعته ( الزوج) وتداركه للامر .. لم يسامح الفرس على فعلته بل انتهره – وكأنه يفهم - قائلا :- هذه الاولى ..  ثم انطلقا في نزهتهما الجميلة في ضحك ومرح وكأن العثرة لم تكن .. لكن سوء حظ الفرس قد عاوده فكبا مرة اخرى كما كان في الاولى لولا سرعة الزوج وحسن تصرفه ، اعجبت هي برجلها الشجاع الشهم وغمرتها سعادة وفرح وايقنت انها في رعاية بطل حياتها الى الابد ، وها هو يعاود وعيده للفرس ويكرر الذي قاله في الاولى في نبرة اقوى واشدّ :- انها الثانية ايها الفرس .. ثم انطلقا في لهوهما والتمتع بمشاهدة سواقي المياه الصافية وما تعكسه من صور الاشجار العالية والازهار الزاهية ولم يتنبها للحظ السيء الواقف في انتظارٍ وتربصٍ على المسار الذي يمر عليه الفرس .. فكبا هذا المسكين وتعثّر.. وما كان من الرجل النبيل الا ان قال في غضب : - انها الثالثة يا وغد فصوب بندقيته واطلق الرصاص على رأسه وارداه  صريعا على الارض .. ساد السكوت وعمّ الذهول وحارت الزوجة جوابا وما يلزم عليها من رد .. لكنها اجابت وعلى بالها ان رجلها قد قتل اعزّ خيوله واغلاها عنده ، اكراماً لها والتزاما باخلاق النبلاء الذين ينتمي اليهم ، و في الرد تأثر وتألم ومسحة غضب :- لم قتلت هذا المسكين .. افقدت عقلك ام ان بك تهوراً وسوء تقدير... ؟؟؟ فتح الرجل فاهه وتوسعت عيناه وارتفع حاجباه مع ملامح لم تفهمها فقال بشيء يوحي بالاستغراب والاكفهرار والتصميم :- هذه الاولى ...
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.